Friday, March 07, 2008

!..مَحكمة


داخل القاعة
"يظهر " القفص
و خلفه المتهم
و الناس جميعهم حضور
.....
و كل صاحب للقضية , مهتم
جالس أمام القضبان
يشاهد المتهم
....
جميعهم حضور
السادة و الفقراء
المساكين و الكرماء
العلماء و السفهاء
الموظفون
!العمال
و رجال الأعمال
الأغنياء
حتى
الحكومة و الإرهاب
و أمن الدولة
!و الأعداء
كلهم كانوا حضور
.....
صوت الحاجب
"محكمة"
.....
وقف الجميع
دخل القاضى.. مهموم مُتعب
دخل فجلس و تفكر ثم استوعب
نظر على من هو جالس خلف القضبان
"و قال: "وا آسفاه
"انها القضية " الأصعب
....
جلس الجميع
ثم نودى للنيابة
..فوقف الوكيل
و اعتلى منصته السوداء
و تناسى أهم الاشياء
ثم أشار الى القفص
و هتف بكل جفاء
"هذا المجرم"
....
: صوت قائل
ويحك ..ويحك
!! هذا مجرم
:صوت آخر
!حقا ..فعلا..هو مجرم
....
فوضى فى القاعة
.....
:تدخل القاضى و قال
"هدوء من فضلكم"
أكمل أيها الوكيل
.....
قال و الغضب يملأ عينه
"هو مجرم"
...
يُنهب ....يُسرق
يُقتل...يُغرق
يُخنق..يُحرق
!حقه يُسلب
لا يتعلم
....
و المتهم وراء القفص و لا يتكلم
!لا يشكى... لكن يتألم
...
قال القاضى
أكمل أكمل
:قال
نريد أقصى عقوبة
نريد إباده
لمعتقداته
و رفاق صباه
!و صفاته
!و لأبنائه
!حتى آثاره
..لا نريد
لا نريد الجاهل يوما ان يتعلم
!بل نسخر
بل نسخر منه
!نسخر من جهله فقط
.....
ليس من حقه ان يثور
ليس للسلبية أرض تمور
لن يعيش
لن يقوم
نريد حبسه
نريد قمعه
نريد قتله
! ثم سكت
....
نظر القاضى الى القفص
و قال:ما رأيك؟
المتهم وراء القفص و لا يتكلم
!لا يشكى.. لكن يتألم
....
ثم نودى للدفاع
قال القاضى: أين الدفاع؟!

بحثنا طويلا عن دفاع
!و لم نجد
عِرض المتهم أصبح مشاع
!نريد أحد
...
رفعتُ يدى من وسط الجميع
!و قمت و وقفت
و من أفقر أركان القاعة
قلت و هتفت
!سيدى القاضى

"حاضر عن المتهم"
.....
نظروا نحوى فى ذهول
فبعضهم لا يبالى
و البعض ينظر فى غضب
!.....
و انا لا أنظر الا لعيون المتهم
وجدت فيها نفسى
و جدت فيها الشمم
و تقدمتُ , فقال القاضى :ستُدافع؟
!قلتُ: نعم
....
هات ما عندك!
قلت: ليس معى شهود
!فأنا وحدى
:قال القاضى
ستقوم بدور الشاهد إذن؟
قلتُ : نعم !
دور الدفاع و دور الشاهد
!و ان شئتم.. كنتُ المتهم
قال: ستُقسم؟
!قلتُ: نعم
....
أقسم بربى انى سأبقى له الدفاع
طيلة الزمن
! برغم أنى لا املكُ له شيئا
برغم فقرى
..و لكن !
على يقين من أنه غير مجرم
!قلتُ القسم
..

نظر القاضى لزميليه فى اطمئنان
و ابتسم
همس إليهم و أمسك يدى
!و أنزلنى إلى المتهم
ثم فتحنا باب الـ"قفص"..و أدخلنا فيه الجميع
!و أخرجنا منه الوطن
....

"رُفِعَت الجلسة"

.
.
.
.
تحية خاصة الى كل من أراد الدفاع

No comments: