"ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"
(41) سورة الروم
(!من الواضح و المؤكد أن هذا ليس تبريرا منى بما يحدث من سلبيات فى الوطن ...(طبعا بينى و بينكم, تبرير ! .. لإنه ليس من المعقول أيضا أنى أكتب تلك الكلمات من أجل المحايدة
أكتبها لإنى أحب الوطن (طبعا!)...كما قلت من قبل و كما سأقتلكم مللاً من تلك الجملة مستقبلاً..إن شاء الله
! لا أعلم لماذا يمل الناس من هذا..مع أنى أرى فيه كل مرة شئ مختلف ..و استمتع به.. غريب هذا الأمر المهم
(نقول كمان)
وطنى فاسد ...إلى أين نذهب إذن و ماذا نفعل؟ ستهرب من الفساد فى وطنك بحثا عن المثالية وسط الفساد العالمى ؟ أتريد ان تحيا حياة هنيئة و مرفهة و تحظى بكل المميزات الخارجية و ليس لك شأن بما يدور فى وطنك؟ أم تريد قتل رأس الأفعى و تحل مشاكل العالم ..التى ما استطعت عليها فى موطنك؟ تلك الرقعة ماهى إلا قطعة من الكرة الأرضية ..الفاسدة سلفاً و إلا فمن أين أتى إلينا الفساد ؟؟
------
(كلام قديم)
.إن كان لدينا انعدام اخلاقى ..فمن الإتصال بمعدومى الأخلاق من الأماكن المجاورة و تركنا لأصولنا.. هم من ابتدعوها, ألا ترى ذلك ؟ أنا أرى ذلك ! و كما يرى الناس جميعا أيضا .. يقولون دائما( مرض نظرية المؤامرة.. لم أجد له علاج! و لا أجد غيره) .
يبثون الفساد إلينا فى كل وقت و من أى مكان
عندما احتلونا .. اقتصاديا و ثقافيا و فكريا و دينيا . عندما حاربونا بكل وسائلهم المتقدمة! و استسلم النصف الفاسد فينا لهم و أرى الآن النصف الصالح يذهب إليهم - على فرض أنك من الصالحين - و لا أدرى لماذا يذهبون إليهم , ربما لمعاهدة سلام ! أو للإستسلام أيضا فوجدت ان موطنى النصف فاسد ذلك - أو لنقول ثلاثة أرباع فاسد لكى لا نختلف ! - ليست إلا نقطة فى بحر من الفساد العالمى الذى يُبث إلينا كل حين مصمم على أن نذهب بعيدا بحثا عن المثالية ؟؟ لتذهب وحدك و سيذهب معك عمرك أياما و سنين ..بحثا عن مدينتك الفاضلة .لتجدها على خريطة الكرة الغابة, عند أى خط طول و دائرة عرض! و عندما تجدها أخبرنى بالعنوان لا لكى أذهب معك - فأنا لا أحب المدن الفاضلة , عادة أراها مملة, ربما لأنى من هؤلاء المجانين الذين يتستمعون بالشقاء و الكفاح و حمل القضايا الصعبة .و لكن أخبرنى بها - إن كانت موجودة - لتحظى بنشوة انتصارك على
أما أنا...سأظل هنا فى الفساد , لا لأنى أحبه و لكن لأنى أريد أن أموت من أجل تلك الأرض , من أجل دينها , لا من أجل المدينة الفاضلة. فالمدينة الفاضلة ليس بها حروب - أو بمعنى أوضح - تحارب بعيدا عن أرضها ..تحارب أيضا
على أرضنا ..كى تخدعنا و تبقى فاضلة
============
ما عندنا خبز ولا وقود
.ما عندنا ماء.. ولا سدود
ما عندنا لحم.. ولا جلود
ما عندنا نقود
كيف تعيشون إذن؟
نعيش في حب الوطن
الوطن الماضي الذي يحتله اليهود
والوطن الباقي الذي يحتله اليهود
أين تعيشون إذن؟
نعيش خارج الزمن
الزمن الماضي الذي راح ولن يعود
والزمن الآتي الذي ليس له وجود
فيم بقاؤكم إذن؟
بقاؤنا من أجل أن نعطي التصدي حقنة، وننعش الصمود لكي يظلا شوكة في مقلة الحسود
(أبيات لأحمد مطر)